تطوير تكنولوجيا المعلومات لتعزيز الاعتدال الديني في الدعوة المتماشية مع الشريعة

بقلم عبد المتين بن سلمان، أستاذ الحديث بجامعة رادن ماس سعيد الإسلامية الحكومية في سوراكارتا، ومؤسس معهد إتقان القرآن السلمانية في بويولالي، إندونيسيا

في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا الرقمية، أصبحت الحاجة إلى تعزيز الاعتدال الديني أكثر أهمية، وخاصة في كيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات لدعم الدعوة بما يتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية. تُمثل تكنولوجيا المعلومات أداة فعالة لنشر التعاليم الدينية التي تُشجع على السلام والشمولية، كما أنها تسهم في التصدي للأخبار الكاذبة، والهجمات الإلكترونية، والمحتويات الضارة التي تتزايد انتشارها. يُسهم الاستخدام الحكيم لتكنولوجيا المعلومات في إيصال الرسائل الدينية المعتدلة إلى مختلف شرائح المجتمع، مما يحدّ من الفُرقة ويعزز القيم التي تدعم وحدة الأمة.

من خلال نهجٍ معتدل، يمكن للدعوة أن تتوجه عبر منصات رقمية متنوعة مع الحفاظ على القيم الإسلامية. حيث تتيح التطبيقات التعليمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الدينية الفرصة لنشر محتوى يدعو إلى الخير ويوضح القضايا المعاصرة من منظور إسلامي متزن. وبذلك، تستطيع المؤسسات الدينية توسيع نطاق تأثيرها بطرق حديثة، مع التزامها بمبادئ الشريعة.

كما تلعب تكنولوجيا المعلومات دورًا حاسمًا في مواجهة المحتويات الضارة وحماية المجتمع من الأخبار الكاذبة والشائعات المُضللة. إن إنتاج وتوزيع محتوى تعليمي موثوق يساعد في توجيه الناس نحو التفكير النقدي والتحلي بالحكمة في تلقي المعلومات، مما يقوي مناعة المجتمع ضد التحريض ويعزز تماسكه.

وبالتوجه نحو الاعتدال الديني المدعوم بتكنولوجيا المعلومات، نأمل أن يصبح المجتمع أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر الرقمي. فالاستفادة الذكية والمسؤولة من التكنولوجيا تجعل الدعوة لا تقتصر على نشر الخير فحسب، بل تسهم أيضًا في إيجاد بيئة رقمية آمنة، متوافقة مع الشريعة، وخالية من العناصر الهدامة